يمتاز Soul برسومه المتحركة الجميلة وإثارته للتأمل العميق لكنه يفشل بالتقاط عظمة أفلام بيكسار الأخرى
روح Soul (2020)
مراجعة Jim Veivoda ترجمة ديما مهنا (منقول عن IGN الشرق الأوسط)
في حين يقدم Soul غذاءً للأفكار والكثير من العاطفة، إلا أنه ليس مضحكاً أو آسراً أو مجزياً عاطفياً بما يكفي لنعتبره أفضل أفلام بيكسار.
لكن يروي الفيلم بدلاً من ذلك قصة رجل في منتصف العمر يعاني من أزمة وجودية بعد تعرضه لحادثة كادت تودي به للموت. إنه مدرس موسيقى في الأربعين من عمره يعمل بدوام جزئي في نظام مدارس مدينة نيويورك ولم يحصل على فرصته الكبيرة كعازف بيانو جاز، إنه لا يبحث حتى عن الشهرة والثروة، بل مجرد فرصة للعزف في نادٍ محلي، إنه ليس بالضبط ذاك البطل الذي اعتاد عليه الأطفال في نوع أفلام يعج بالبطلات الشجاعات والأبطال غريبو الأطوار. لكن الأهالي أو المشاهدين البالغين بشكل عام قد يرون انعكاساً ما من أنفسهم في البطل جو غاردنر الذي يؤديه صوتياً جيمي فوكس، وآماله وأحلامه التي لم تتحقق.
يدور الفيلم حول روحين: جو، الذي لا يريد أن يموت، و 22 (التي تؤديها صوتياً تينا فاي)، التي تشعر بالإرهاق من العالم بالفعل قبل أن تعيش بالمقام الأول، لذلك لا تريد حتى أن تولد. يبدو هذا الثنائي شريكين غير متناسبين ولكن ينتهي بهما المطاف بمساعدة بعضهما البعض على تعلم دروس مهمة على طول الطريق، وتعتبر هذه الصيغة جزء لا يتجزأ من العديد من الأفلام، خاصةً أفلام بيت دوكتر الذي تتميز جميعها بشخصيتين اثنتين تتعاونان لتحريك الحبكة عبر رحلة مؤثرة وعاطفية. ولكن في حين يقدم جيمي فوكس وتينا فاي أداءً رائعاً مع شخصيتيهما، إلا أن شخصية جو لا تحصل على التطور الكافي في نهاية المطاف وذلك لخدمة النمو العاطفي ورحلة 22. كما لا تتمتع أي من الشخصيتين بالجاذبية أو روح الدعابة أو الديناميكية التي نراها في أبطال أفلام بيكسار الآخرين، حيث أن 22 ليست على سبيل المثال بجاذبية جوي في فيلم Inside Out، كما لا يرقى جو إلى مستوى شخصيات مثل كارل فريدريكسين في فيلم Up.
يحاول Soul أن يكون روحانياً من دون تشدد، فيبقى على الجانب الآمن في تصويره ورسائله لدرجة أنه يجعل تلك العوالم تبدو في كثير من الأحيان... حسناً، غير روحانية. من الصعب جداً عدم مقارنة Soul بفيلم Coco، فيلم بيكسار الأفضل والأكثر حيوية والغني بالموسيقى والمعاني الذي يلقي نظرة على الحياة ما بعد الموت، فيثير استجابة عاطفية أعمق وأكثر بكثير من أي شيء يقدمه Soul. حتى عند مقارنة Soul بأفلام دوكتير نفسه، نجد أن لا شيء هنا يضاهي مشهد وداع بينغ بونغ المؤثر جداً في فيلم Inside Out أو الدقائق العشر الأولى من فيلم Up. يبدو أن دوكتر متخوف من إطلاق العنان لنفسه وتحفيز المشاهدين بالقدر الذي نعرف أنه يستطيعه، مما يجعل Soul مزيجاً مضطرباً من تقبل المرء بشكل كئيب لحدوده ومحاولة الاستمتاع باللحظة.
في نهاية المطاف نجد أن الفصل بين الجسد والروح جزء أساسي من فيلم Soul، لذا يجدر التنويه أن القصة تصبح أقوى وأكثر تميزاً عندما تتحدث عن العالم المادي الحي أكثر من المشاهد التي تصور العالم الآخر الخالي من الثقافة والفن والأسرة، وكل هذا برأيي هو ما يساهم بتشكيل شخصية جو غاردنر وليس ما تمت برمجته عليه قبل أن يولد كما تحاول فكرة الفيلم الرئيسية أن تقوله. يبدو فيلم Soul بأنه نابض بالحياة أكثر عندما يعود إلى الأرض. حيث أن تصويره لمشاهد موسقيى الجاز بنيويورك وعالم جو الطبيعي مجسداً بشكل يشع بالحياة، مع تجسيد مذهل يبدو قريباً من الواقعية للشخصيات والأماكن، وخاصة صالون الحلاقة بالحي ونادي Half Note Club وزبائنهم النظاميين. وعلى اعتبار أن الجاز يلعب دوراً بارزاً بالفيلم، فإن الموسيقى في Soul رائعة للغاية، حيث يقدم جون باتيست موسيقى الجاز الأصلية وترينت ريزنور وأتيكوس روس الموسيقى التصويرية الأثيرية البسيطة، مما يجعل Soul ممتعاً للأذنين بقدر ما هو ممتع للناظرين.
يعتبر Soul أول فيلم من بيكسار من بطولة شخصية أمريكية من أصل أفريقي، وبالإضافة إلى فيلم Coco، فهو يعج بغالبيته بالأشخاص الملونين. وفي حين أننا ذكرنا دوكتير كثيراً في هذه المراجعة، إلا أن كيمب باورز ساهم أيضاً بإخراج وتأليف الفيلم، وهو صحفي أمريكي من أصل أفريقي تحول لكاتب سيناريو وتحدث حول كيفية جعل الشخصيات السوداء ومجتمع جو تبدو واقعية. حيث تبدو شخصية مثل عازفة الجاز دوروثيا ويليامز (التي تمثلها صوتياً أنجيلا باسيت بروعة) نابضة بالحياة وتتمتع بحضور مذهل كما لو أنه من فيلم واقعي. لو يعود الأمر لي، لكنت أتمنى رؤية المزيد من الاستكشاف في عالم جو اليومي ومن هم الأشخاص الذين يرتبط بهم من أجل جعل قصة شخصيته أكثر تأثيراً في النهاية. حيث أن علاقات جو مع والدته ليبا (فيليسيا رشاد) والطالبة الموسيقية الواعدة ميهو (إيستر تشاي) تترك صدى أكبر من العلاقة التي تجمعه مع 22.
الخلاصة
بالرغم من الطموحات العالية التي يتمتع بها فيلم Soul، إلا أنه لا يتمكن من الوصول إلى مصافي أفلام بيكسار السابقة مثل Inside Out أو Up سواء من ناحية القصة أو من الناحية العاطفية. ويكون الفيلم في أقوى حالاته عندما يستكشف حياة جو غاردنر على الأرض، تلك الحياة المليئة بالجاز والأسرة والمجتمع، أكثر مما يفعل عندما يتعامل مع الحياة وراء عالمنا (أو قبلها؟). هناك بعض الرسوميات الرائعة بالفيلم خاصة في تصوير مدينة نيويورك وحياة جو اليومية، مع مقدر كبير من الموسيقى الرائعة والكثير من التأملات الفلسفية للتفكير بها، بالرغم من أنها تواجه طرقاً مسدودة محبطة وقدرية في وقت أسرع مما توقعت. لكن في حين يقدم Soul غذاءً للأفكار والكثير من العاطفة، إلا أنه ليس مضحكاً أو آسراً أو مجزياً عاطفياً بما يكفي لنعتبره أفضل أفلام بيكسار.
إرسال تعليق
0 تعليقات