يوجد الكثير من الحركة والكثير من الهدوء في فيلم Initiation، الكاميرا تحوم بدون توقف، تصور تقريبا كل مشهد بصورة حيوية وديناميكية، الشاشة أيضا محملة بعلب حوارية واستعراض تكنولوجي، الهواتف النقالة وتبادل الاتصالات تبث بدون توقف في كل مساحة فارغة لإيطار الصورة. وفي نفس الوقت الفيلم مستعد أكثر لإبطاء الأشياء، ودراسة شخصياته في مستويات أعمق، حيث يضع في الحسبان العواقب التي يسببها قاتل متسلسل، بدلا من مجرد القفز الى تسلسل المشاهد العنيفة والدموية، (مع أن تلك المشاهد بإمكانها التأثير لوحدها). Initiation هو فيلم رعب وإثارة، إندي إستثنائي، واحد من الأفلام التي تمتلك حس إدراكي غير مسبوق، نوع من النضج في الإخراج والموضوع الهادف ، حتى مع تقديمه لتلك المخاوف الحشوية. التي تريدها وتحتاجها.
الأخوين سكوت، (ليندسي لافانشي وفروي جوتيريز) هما المثالية الأفلاطونية للنجاح كطالبين جامعين، إليري لافانشي تدير سكن طالبي معروف بالحرم الجامعي، بينما ويس جوتيريز فهو سباح أولمبي، لكن عندما تبدأ حفلة خاصة بإنضمام الطلبة الجدد، والتي تسير بطريقة خاطئة بالنسبة لـ ويس هذه الحفلة تلقى صدى واسع بسبب التصرف المثير للجدل الذي قام به العام الماضي... القاتل يبدأ بإختيار قتلاه واحد بعد الاخر، تاركا في الأخير إليري وصديقتها المقربة شايلين (شيرين لاي)، والشابة التي ربما تكون ضحية ويس (إيزابيلا غوميز)، لحل هذا اللغز المروع ومحاولة النجاة بأنفسهم.
الكاتب المساعد والمخرج جون بيراردو، يقتبس فيلمه القصير مع مساعديه الكتاب براين فراغر ولافانشي، المخرج ليس له اهتمام كبير في منح الجمهور الشباب مقدمة لأفلام سلاشر بدلا من ذلك يمنحهم مقدمة لإثارة جيدة مليئة بالاضطرابات، لا فكرة لدي كيف هو وجوناثان بوب قام بإنجاز هكذا عمل ، فهم يبنون باستمرار اللغة البصرية في فيلم ذا ميزانية منخفضة، وأثني على ذلك لأن كل لقطة بعيدة من الفيلم استخدمت لغرض معين، كل صورة استحوذت علينا بالكامل خاصة في جانب الأكشن، مشاعر قفزته التخويفية هي بصدق مفاجئة وجديدة، بفضل أسلوبها السينمائي.
من الناحية الموضوعية، الفيلم يستكشف الكثير من القضايا المعاصرة في ثقافة الشباب بطرق كانت خفية واستفزازية، فالحادثة القاسية جاءت من وسائل التواصل الاجتماعي، من طرف مجموعة من الطلبة،... لكنه لا يركز الى هذه النقطة بشكل جاهر، حيث تجد فقط الشخصيات بدون توقف غارقة في العالم الافتراضي، واستعمال الهاتف المحمول حيث أصبح لهم كغريزة ثانية حتى في الاوقات العنيفة والصعبة. العمل يعرض أي شيء يفعلوه في حياتهم الافتراضية، داخل ايطار شاشة الفيلم. وهو يصور بامتياز اعتمادنا الكبير على التواصل الرقمي في واحد من الاساليب الاخراجية الفعالة التي رأيتها في السينما المعاصرة.
الفيلم أيضا يستكشف موضوع الصدمة، النجاح وفشل الأنظمة المسماة بالمؤسسات الداعمة والحامية، الاثر العاطفي والمخلفات التي تترتب على الشخصيات في هذه الدائرة. الممثلين كانوا على قدر الاستعداد لتحديات المخرج الذي يؤكد على اظهار الأفعال بدل الأقوال، هذا الطاقم من الممثلين الصغار، قد قدمت لهم فرصة مهمة ، في تقديم هذه الأداءات وتنمية قدراتهم في الأعمال القادمة.
مع نهاية الفيلم، بعض هذه القضايا يتم اكتشافها بمزيد من الوضوح، سلسلة من عمليات القتل الشرسة في لوحة بصرية مثيرة للإعجاب، ونهاية غير متوقعة. Initiation يبدو كأنه ترك القصة مفتوحة.
لم أتوقف عن التفكير في الأمر منذ نهايته، بمعنى أن الفيلم وكل تقنياته الغريبة يحقق هدفه المرغوب من جذب وغمر المشاهد في القصة وبأخطاء قليلة. هو فيلم إندفاعي غني بالإثارة وعميق بعض الشيء، فيلم لا يرحم شخصياته، إنه إلى حد ما يشبه قيام سام ليفينسون بدمج "الشابة الواعدة" مع "الصرخة".
التقييم: -A
إرسال تعليق
0 تعليقات